معضلة اختيار التخصص الجامعي


بالتزامن مع اقتراب مواعيد التسجيل في الجامعات،يداهم كل خريج سؤال يكاد لا ينفك عنه ماهو التخصص المناسب لي؟ موضوع اختيار التخصص الجامعي ليس بالأمر السهل أبدًا ومما يزيده صعوبه نصائح الأهل والأصدقاء للطالب بترك تخصص والتفكير في آخر. التخصص الجامعي هو مصيرك خلال السنوات القادمة من حياتك، فلن تجد بالطبع خريج لغة إنجليزية يرافع عن قضايا في محكمة أو يعالج مريض في إحدى المستشفيات. بالطبع سمعنا عن أشخاص درسوا شيء وتوظفوا في شيء آخر لكن التوسع في هذه النقطة قد يطول إلى مالا نهاية. قبل اختيارك لتخصص إسأل نفسك هذا السؤال أين أرى نفسي بعد خمس سنوات؟ ماهي الوظيفة الحلم بالنسبة لي؟ حدثت لي قصة مشابهة في بداية دخولي الجامعة واخترت تخصص لمجرد أنه "جديد" في كليتي ولا يقبل إلا النسب العالية لم أسأل نفسي وأين يمكن أن أراها مستقبلًا. بعد مرور سنة اتخذت قرار التحويل وحولت إلى تخصصي " اللغة الإنجليزية" وهذا يقودنا إلى موضوع آخر،التغيير وتصحيح الأخطاء. لنفترض أنه تم قبولك في قسم برغبتك لكن مع مرور الوقت تكتشف أنه غير مناسب لك، في هذه اللحظة انفذ بجلدك!كل شيء قابل للتصحيح والتغيير مهما بلغ حجم الخطأ. يقول البعض ضاعت علي سنة أو سنتين ومن ثم أغير تخصصي!والبعض عندما يدخل الجامعة هدفه التخرج والخلاص فقط،ربما سيصل أسرع لكن سيفوته الكثير. تغيير التخصص ليس بالأمر الجلل أو الصعب كما يعتقد معظم الناس، كل ماعليك هو الخروج من منطقة راحتك واتخاذ خطوة جدية للتغيير. الأمر الثاني الذي يدعو الطلاب للبعد عن تخصص وعدم اختياره هو كثرة الخريجين من القسم وقلة وظائفه، فأرى بعض الطلاب يتجاهل رغبته بحجة عدم توفر فرص وظيفية فيه. يتناسى بعض الطلاب شغفهم و قدراتهم الخاصة وأسلوبهم المميز في فرض أنفسهم بين جموع الخريجين ويهربون إلى قسم آخر والنهاية لم يتقبل تخصصه ولم يحصل على وظيفة. أقسام كليات الآداب ليست سيئة على الإطلاق كما يروج البعض، كيف تفهم شعب آخر؟ بدراسة أدبه. ذكرت لي مرة دكتورة سودانية، أنه في السودان يتم قبول خريجين آداب اللغات الأجنبية مباشرة في السفارات في حين يتحتم على خريجين التخصصات العلمية أخذ دبلومات في العلاقات الدولية. الأدب وسيلة لفهم الشعوب الأخرى ومن يقلل منه كتخصص، يقلل من شعراء وكتاب كانوا ركيزة مهمة من ركائز نهضة بلادهم ، من كان الصوت الإعلامي للمسلمين؟ شاعر الرسول حسان بن  ثابت.
اختر مايمليه عليك عقلك وقلبك، ماذا أريد؟ ولا بأس في الإختيار الخاطئ لأنه قابل للتصحيح ولو حتى بعد حين.  تردد نفس الدكتورة دائمًا مقولة رائعة " قرار خاطئ أفضل من لا قرار."
اتخذ قرارك ثم إبدء مرحلة السؤال عن تخصصك حتى لا تتعرض للتشويش والحيرة، لأن الجنس البشري أبدع في مفهوم " تحيير بعضهم للآخر". أثناء كتابتي للمقال تصفحت التويتر ووجدت مقولة أشبه ماتكون بالرسالة من رضوى عاشور تقول فيها " لكل شيء ثمنه وكلما عز المراد ارتفع ثمنه."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مرتبة الشغف (الجزء الثاني)

كيف تطور من مهارة التحدث؟

كيف تتعلم اللغة الإنجليزية بطريقة صحيحة وأكاديمية