تأملات

   أعيش في محافظة نائية ينعدم وجود الفرص الوظيفية فيها ومن قبل تخرجي من الجامعة وأنا مدركة لحقيقة هذا الأمر. ولكن كل مرة أرى مجتمع الانترنت أدرك أنه نافذتي الوحيدة للعالم الذي أريد والحياة المهنية التي أريد عيشها. وكل مرة أقول لنفسي بإمكاني أن أحصل على عمل عن بعد وكل ما احتجته للحصول على ذلك هو الوقت ومئات المرات من محاولات البحث والإقناع. بعد حصولي على فرصة في العمل عن بعد، اقتنعن ثلاث بنات في محيطي بهذا المجال، وبدأت إحداهن في التصميم والأخرى في التسويق بالمحتوى والثالثة في إدخال البيانات . بالنسبة لمعظم البنات في محيطي، يصعب عليهن أحيانًا الانتقال من مدينة إلى أخرى للبحث عن عمل وأقولها بكل أمانة، العمل عن بعد قد يغنيك عن الانتقال. أعمل مع شركة دعاية وإعلان براتب ثابت وجميعنا نعمل من البيت! الغريب أن إحدى الموظفات تعيش في الرياض ومع ذلك فضلت العمل عن بعد وأعمل مع فريق آخر يتوزع أعضاءه بين مناطق المملكة. أثناء عملي عن بعد حصلت على فرصة وظيفية في محافظتي وتركتها بعد ذلك ومن ثم أصبح لدي تصور واضح عن الفرق بين العمل عن بعد والعمل الحضوري وكيف يتفوق العمل من المنزل على العمل خارجه ول

من غرفتك الصغيرة وفي مدينتك البعيدة تستطيع الحصول على حياة عملية تطمح لها وتتمناها! "  عمل عن بعد جملة بكل تأكيد تكرر عليك سماعها  كثيرًا مؤخرًا في ظل أزمة كورونا. بدأت في العمل عن بعد كخيار ثاني للعمل بجانب عملي الأساسي  ولم ألبث حتى وجدته خياري الأول في العمل. بعد سنتين في العمل عن بعد، وجدت إنتاجية أعلى ومهارات تقنية أفضل وإنجاز للعمل بشكل أسرع والأهم من ذلك رؤية نتائج عملي أمامي. ولكن في حسابي الشخصي في تويتر دائمًا ما أتلقى السؤال التالي "كيف أحصل على عمل عن بعد؟" وكل مرة يكون ردي بالسؤال التالي "ما هي المهارة التي تمتلكها وتستطيع الاستفادة منها ماديًا و حياتيًا عن بعد؟" وأقصد بحياتيًا هنا المهارة التي تعرف أنك تمتلكها ولديك الرغبة في تطويرها وستعود عليك بالنفع في أمور كثيرة من ناحية التجارب وإثراء الآخرين عن طريقها. وغالبًا بعد ردي هذا أتلقى السؤال التالي " لا يوجد لدي مهارات استطيع الاستفادة منها عن بعد وأساسًا لا أعرف ماذا أريد!"  لا أحد يعرفك أكثر من نفسك. ولكن أغلب من بدؤوا في العمل عن بعد كانوا لا يعرفون توجههم الحقيقي و مهاراتهم الحقيقية