مالذي يجمع بين فيرجينا وولف والعاصي؟

فيرجينا وولف روائية من أشهر رواة العصر الحديث،دفعني للكتابة عنها هو عندما كنت في المستوى السابع أضفت مادة الرواية الحديثة وكان من حسن حظي أن دكتورة المادة كانت بمثابة شخص يعرف فيرجينا وولف حق المعرفة. أثناء حديثها عن فيرجينا تذكرت قصة كتبها رجاء النقاش في كتابه تأملات في الإنسان،كتب عن شخص اسمه العاصي شاب صغير وطالب من طلاب طه حسين وشاعر فذ وحتى أن أمير الشعراء أحمد شوقي رثاه في قصيدة. جميعنا يعرف أن فيرجينا انتحرت وكذلك العاصي،جميعهم مروا بظروف سيئة فتكت بهم وقادتهم إلى الإنتحار، لكن ماهي القشة التي قصمت ظهر البعير وأدت بهم إلى الإنتحار؟ مالذي يدفع كاتب ما إلى الإنتحار في حين أن الكتابة كانت ملجأ له؟ التجاهل! العاصي كان مولع ومعجب بأستاذه وملهمه طه حسين لكنه لم يعيره أي اهتمام كما كان يتصور العاصي،فيرجينا قبل انتحارها كتبت سيرة ذاتية عن صديقها روجر فراي،لكنها لم تتلقى ردود فعل كما كانت تتوقع. التجاهل كان بمثابة الضربة القاضية التي فتكت بهم،بالطبع هو ليس السبب الرئيسي لكن عندما يقتحم الحزن حياة الإنسان يدخل الإنسان في مرحلة الموت البطيئ، كل حركة أمامه بمثابة رسالة يصورها عقله له بأنها رسالة تدفعه للهروب والإنتحار . ذنب فرجينيا والعاصي أنهم رفعوا سقف توقعاتهم ،لكن هذا السقف كان عالي جدًا مما جعل سقوطه مدوي. فيرجينا أغرقت نفسها والعاصي أحرق نفسه،الغريب أن فيرجينا في روايتها " إلى المنارة" جعلت البحر والمياه مصدر تخويف ورعب للسيدة رامزي.اختارت فيرجينا  أن تموت في الماء لأنها ربطت الماء بالنهاية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مرتبة الشغف (الجزء الثاني)

كيف تطور من مهارة التحدث؟

كيف تتعلم اللغة الإنجليزية بطريقة صحيحة وأكاديمية