توقيتك الزمني


"وقتك الذي تنام فيه غيرك يبني مجده فيه" " من أطال النوم سبقه القوم"، عبارات يتردد استخدامها كثيرًا من المتحدثين التحفيزين لتشجيع الناس على المضي قدمًا وشق طريقهم في الحياة. أكثر ما يدفعني لعدم سماع معظمهم هو تركيزهم دائمًا على " الميزة التنافسية" والتي ربما تزرع في أذهان المستمعين "الأنانية" بحيث لا يفكر المستمع إلا بطريقة للقضاء على منافسيه. يشدد معظمهم على أهمية الحصول على المركز الأول في كل شيء وكأن النجاح مقصورًا فقط على المركز الأول، الحياة ليست كرة قدم الثاني يعني الهزيمة! ما يجب عليك أن تسأل نفسك هو هل أنا أفضل من نفسي بالأمس؟ إذا كان الجواب نعم فهذا يكفيك لأنه لا يوجد معايير محددة في هذه الحياة لتقارن نفسك بالآخرين عن طريقها. مقارنات الإختبارات أو المسابقات لها شروط معينة ومعايير محددة للمقارنة بين المتنافسين، الحياة ليست كذلك.  المقارنات والركض خلف مايركض له الآخرين أفقد الناس الراحة والتوكل على الله والتفكير بما يريدون حقًا فعله وإنجازه في حياتهم . فتجد البعض يصاب بالإحباط فور تخرجه لعدم حصوله على وظيفة أو مبتغاه لأن الآخر فقط حصل عليها! يربط البعض حياتهم بالتسلسل المتبع والمعروف لدى الناس تخرج ثم وظيفة ثم زواج وإن لم يحصل عليها تجده يبدأ بإلقاء اللوم على مجتمعه وعلى أصحاب العمل وكل من له علاقة بوضعه ونسي هو أنه هو من أقحم نفسه في الأمر من البداية. كل إنسان في هذه الحياة مكتوب له رزقه ومقدر له من قبل أن يولد، لو كتب الله لك حصولك على وظيفة ستحصل عليها حتى لو كان المتقدمين لها بآلاف، ولو كنت متقدم لوحدك على وظيفة ولم يكتبها الله لك لن تحصل عليها. وكل إنسان في هذه الحياة أيضًا يعمل حسب " توقيته الزمني" بمعنى أنه في هذا العام سيتخرج وبعد أعوام سيحصل على وظيفة والعام الذي يليه ربما يستقيل! ماهو المطلوب إذًا؟ السعي ووضع الأهداف ثم العمل على تحقيقها، كثرة البحث والسؤال وقراءة القصص التحفيزية ربما تساعدك لكن احذر من الغوص فيها وتجاهل واقعك الذي يحتاج منك خطوة جدية لتغييره. لا أحد يختلف على قلة الفرص وصعوبة الحياة، لكن كثرة إلقاء اللوم لن تجدي نفعًا، تريد حلول؟اعمل لأجلها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مرتبة الشغف (الجزء الثاني)

كيف تطور من مهارة التحدث؟

كيف تتعلم اللغة الإنجليزية بطريقة صحيحة وأكاديمية