كيف أذاكر بفاعلية؟ نصائح من تجارب شخصية


بالتزامن مع بداية العام الدراسي يصبح هوس الطلاب وخصوصًا الجامعيين منهم بالمعدل أمرًا شائعًا. المعدل يلعب دور رئيسي في القبول الجامعي والوظيفي والدراسات العليا والمنح الدراسية مما يثبت أنه مطلب الطلاب الرئيسي خلال العام الدراسي. ولكن السؤال الذي يطرحه معظم الطلاب كيف أذاكر بطريقة فعالة تؤدي إلى معدل ممتاز ومرتفع؟ منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية وصولًا للمرحلة الجامعية والتخرج منها ومعدلي كان ممتاز، بالطبع كانت هناك بعض المستويات الجامعية التي لم أتمكن من تحقيق المعدل العالي المطلوب ، ولكن عندما راجعت حساباتي واكتشفت مكامن الخلل تمكنت من رفعه مرة أخرى وصولًا للمعدل المطلوب.
أولًا:  اكتب أهدافك الدراسية وضعها أمامك
قرأت مرة لإبراهيم الفقي كتاب "سيطر على حياتك" كتب فيه عن أهمية كتابة الأهداف ووضعها في مكان بحيث تكون مرئية لك طوال الوقت، ولو لم يأت من هذا الكتاب إلا هذه النصيحة والمعلومة لكفته. بوضع هدفك الدراسي أمامك يقتنع عقلك الباطني بطريقة غير مباشرة ومستمرة بضرورة تحقيق هذا الهدف، يقول قانون العقل الباطني " إن الأفكار تُجسد نفسها فعندما تعيد تشغيل صورة هدفك مرارًا وتكرارًا في عقلك الباطن، فإنك تبدأ الاعتقاد بصورة متزايدة بأن هدفك قابل للتحقيق وبينما ينمو إيمانك، يبدأ هدفك في التجسد إلى شكل مادي في عالمك الخارجي أسرع مما تتخيل في بعض الأحيان." تريد الحصول على معدل معين؟ اكتبه في ورقة وضعه أمامك.
ثانيًا: الاستعداد الذهني والنفسي للاختبارات:
تخيل معي أن أمامك أسبوعين أو ثلاثة فقط قبل بداية الاختبارات؟ ماذا ستفعل؟ بالطبع لن تضيعها بالتشكي والتأجيل، وعندما تفعل ذلك تأكد أنك تجني على نفسك. ابدأ بالتجهيز قبل الاختبارات بفترة، جهز الكتب والأوراق وتأكد إن الملازم والكتب معك. اقرأ كل مادة على حدة وحدد أجزائها الرئيسية والصعبة، وقم بمذاكرتها حتى تسهل عليك المادة وتذاكر بقية الأجزاء السهلة بثقة وبدون تفكير في الجزء الصعب  قبل موعد الاختبار بفترة بسيطة.
ثالثًا: نظّم وقتك:
"تنظيم الوقت" هي المشكلة التي يعاني منها الكثير من الطلاب. البعض يقول ويكرر دائما " ليس لدي وقت" فمن وجهة نظري جملة " ليس لدي وقت" هي وهم أقنع الكثير من الطلاب أنفسهم بها؛ لأنه لو كانت دراستك أو عملك من أولوياتك حتمًا ستجد له وقت. من الطرق التي استفدت منها كثيرًا في تنظيم وقتي وتجهيز ذهني وعقلي استعدادًا للدراسة، كل يوم أحدد متى سأبدأ المذاكرة ومتى سأنتهي منها وماهي الجزئية التي سأدرسها. مثلا: كنت أقول لنفسي غدًا من الساعة 6 وحتى الثامنة سأنهي الفصل الأول من الكتاب أو سأدرس من المحاضرة الأولى وحتى الرابعة. تحديد الوقت والكمية المحددة للمذاكرة يساعد على القيام بالمذاكرة في وقتها المحدد.

رابعًا: غيّر طريقة دراستك:
يشتكي معظم الطلاب من قلة تحصيلهم كل سنة، لكن عندما تسألهم عن طريقة دراستهم تجدهم ينتهجون هذه الطريقة من المرحلة الابتدائية! لو كانت هذه الطريقة التي تتخذها في الدراسة مجدية ونافعة لساعدتك على رفع تحصيلك "غير حركتك تتغير نتائجك." يكذب بعض الطلاب على نفسه ويقول "أنا اجتهد ولا أجد نتيجة!" "أنا أذاكر ولا أحصل على درجات عالية" هذه إشارات تخديريه لعقلك وضميرك، فلو جلست وفكرت ستجد أنك مخطئ 100% وعليك تغيير طريقة مذاكرتك.  في السنة الأولى من الجامعة تعرضت لصدمة صعوبة الحياة الجامعية وصعوبة المواد ولكن للأسف لم أغير طريقتي في الدراسة والمذاكرة والنتيجة كانت غير مرضية إطلاقًا. قررت من بداية السنة الثانية أن أغير طريقة دراستي المعتمدة بصورة كبيرة على الحفظ إلى طريقة تركز على الفهم أولا والحفظ ثانيا، والنتيجة كانت رائعة! احرص أن تفهم قبل أن تحفظ. أحيانا لا تجد وقت كافي للدراسة وخصوصا في الاختبارات الشهرية، لذا الفهم سينقذك.
خامسًا: استخدم أكثر من حاسة أثناء المذاكرة.
عندما تستخدم أكثر من حاسة أثناء القراءة تثبت المعلومة أكثر! فعندما تقرأ بصوت عالي ما تحفظه أو تدرسه ثم تعيد كتابته بطريقتك وفهمك تثبت المعلومات أكثر وتصبح قادر على تذكرها بطريقة أكبر خلال تأديتك للامتحان. وهذه الطريقة من أنجح الطرق التي طورت من مهارتي في الكتابة باللغة الإنجليزية، حيث أن معظم مواد تخصصي كانت تُدرّس باللغة الإنجليزية وقللت من أخطائي الإملائية أثناء الاختبار. 
سادسًا: رتب المكان الذي تدرس فيه.
فترة المذاكرة أو الدراسة يشعر فيها الإنسان بطاقة سلبية تحوم حوله سواء من صعوبة المواد أو كثرتها أو حتى من كثرة التفكير في الذي ينتظره في الامتحان. فالمتعارف عليه أن  الطاقة السلبية تنعكس على تصرفات الفرد وتجعله أقل إنتاجية وتركيز. لذا ترتيب المكان وتنظيمه وجعله مريح للعين يساعد بشكل كبير جدًا على التركيز وعدم التشتت، بالإضافة إلى أن تعطير المكان يولد طاقة إيجابية ومنعشة. جهز الأقلام والأوراق ودفاتر للمذاكرة حتى لا تضطر كل مرة لترك المذاكرة والبحث عنها وتشتت مرة أخرى.
سابعًا: طبّق نظام المكافئة.
وجود دافع وحافز أعظم شيئين ممكن أن يساعدوك على إنهاء أعمالك وإنجازها. بعد دراستك لساعات طويلة كافئ نفسك ولو بشيء بسيط جدًا مثل قضاء نصف ساعة على اليوتيوب أو نصف ساعة مشي في الخارج أو ما تحب نفسك أن تفعله. ولا تنس أبدًا أن تأخذ قسطًا من الراحة لمدة  5 دقائق بعد كل نصف ساعة أو 20 دقيقة مذاكرة. يختلف تركيز الأشخاص فيما بينهم، ولكن ما يجب عليك عمله هو أن تحسب بنفسك ماهي مدة تركيزك وبناءًا عليها خذ قسطًا من الراحة كل مرة تذاكر دروسك.

في الختام، تذكر أن تعب الدراسة منسي وأن ألم عدمها مستمر مدى الحياة. فترة الدراسة من أجمل الفترات من حياة الإنسان فكيف لو تتم تتويجها بنسب ومعدلات ممتازة؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مرتبة الشغف (الجزء الثاني)

كيف تطور من مهارة التحدث؟

كيف تتعلم اللغة الإنجليزية بطريقة صحيحة وأكاديمية