هل أنت فقير؟


كنت أتصفح التويتر ووجدت احدى المغردات تقول " هذه الشنطة بـ1000 ريال سعرها مناسب لنا نحن الفقراء" ومنذ ذلك اليوم وأنا أسمع وأرى هذا النوع من العبارات يتم تداوله في مواقع التوصل الاجتماعي ووصف كل شخص نفسه بأن فقير لأنه لم يستطع شراء غرض بالآلاف! وهذا التصور والوهم ما هو إلا وهم ثقافي كغيره من الأوهام الثقافية التي سادت وانتشرت بيننا مثل العنصرية ضد النساء وضد جنسيات معينة تحتقرها جنسيات أخرى . يقول عبدالله الغذامي في كتابه اليد واللسان "كل وهم في الثقافة إنما يتركز ويصير بمثابة الحقيقة إذا توفر له شرطان هما طول التعاقب الزمني وتواتر القول فيه" وكل ما نخشاه أن يتعاقب الزمن على هذا الوهم ويسود فترة طويلة وسنوات عديدة حتى يصبح واقع تعتنقه أدمغة البشر وتتواتر مفردة "الفقر" حتى تشيع بيننا ويكثر استعمالها في حديثنا لمجرد أن أحدنا لم يستطع شراء قطعة ما بمبلغ كبير.

يقول الله تعالى "ألهاكم التكاثر" والتكاثر هنا لا ينحصر على المال والولد فقط ولكن يتعدى للتكاثر في الحاجيات والأغراض واللهث وراء أشياء نعتقد أننا نحتاجها. وجميعنا نعرف بأنا ليس فقراء؛ لأن جميعنا أيضًا يعرف بأن الفقير هو الذي لا يجد قوت يومه، فهل أنت لا تجد قوت يومك؟ القناعات تبدأ بمزاح وسخرية ويتم تغليفها بغير قصد بطابع الكوميديا ثم تصبح قناعة وفكرة ووهم نؤمن به، فلو استيقظنا كل يوم وبحثنا عن المال والرزق، سنقتل أنفسنا في نهاية المطاف لأن كل مقدار نحصل عليه لن يرضينا. ولا أعتقد بأن فقير سيشتري شنطة بألف ريال وهو لا يجد قوت يومه!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مرتبة الشغف (الجزء الثاني)

كيف تطور من مهارة التحدث؟

كيف تتعلم اللغة الإنجليزية بطريقة صحيحة وأكاديمية